يقع الأردن في منطقة دولية وجغرافية حساسة وكثيرة النزاعات وهذا يرتب عليه العمل وبجد للتخفيف من أي كارثة صناعية أو طبيعية أو أية نزاعات قد تنشب حوله, ومع ازدياد الكوارث العالمية والإقليمية التي قد يفتعلها الإنسان أو التي قد تحدثها الطبيعة, ولما كان الأردن يتميز بعلاقات طيبة تربطه بالدول العربية والاسلامية الشقيقة والدول الأجنبية الصديقة تفرض عليه الوقوف إلى جانب إخوانه في البشرية وفي العروبة وفي الإسلام, ولكل ما سبق فقد وجب على الأردن تكوين فرق متخصصة في البحث والإنقاذ مدربة ومؤهلة وقادرة على العمل في أي مكان في العالم ويكون هذا الفريق مواكباً للدول المتقدمة بهذا المجال خاصة أن الأردن يملك المقومات لإنشاء فريق قوي من كادر بشري ومعدات خاصة وتدريب جيد.
وبفضل الله تعالى في شهر شباط من عام 2003م تم إنشاء نواة لفريق بحث وإنقاذ أردني قادر على العمل دوليا ومحليا للتعامل مع مختلف الكوارث. وتبعه في شهر أيلول من عام 2009م تأسيس قيادة فريق البحث والإنقاذ الأردني.
تكوين فريق البحث و الإنقاذ الأردني:
فريق البحث والإنقاذ مكون من خمس وحدات أساسية تشكل باتحادها خمس حلقات متكاملة يكتمل بارتباطها عقد فريق البحث والإنقاذ الأردني:
1. وحدة البحث: وهي الوحدة المسؤولة عن البحث عن المصابين تحت الأنقاض وتحديد أماكنهم بواسطة طريقتين:
§ البحث بواسطة الكلاب: وهو البحث عن المصابين والمحاصرين تحت الأنقاض باستخدام حواس كلاب البحث المتخصصة من شم واستشعار, وقد أعدت ميادين من قبل وحدة البحث لدى الفريق مهيأة ومجهزة لتدريب الكلاب على هذه المهارات المتعددة بعد أن قام الفريق بشراء 25 كلب على ثلاث مراحل وتدريب عشرة منها على البحث حسب المواصفات العالمية لـ INSARAG
§ طريقة البحث التقني: وهي طريقة تعنى بالبحث عن المحاصرين بواسطة المعدات والكاميرات والمجسات المتطورة, وقد قام الفريق بشراء العديد من المعدات لهذه الغاية وحسب المواصفات الدولية.
2. وحدة الإنقاذ: وهي الوحدة التي تعنى بالعمل الأساسي في الفريق ويشكلها أفراد من الدفاع المدني الأردني تم اختيارهم بعناية وحسب الشروط وأسس منها (الثقافة والرغبة واللياقة البدنية والعمرية المناسبة والأخلاق الحميدة) والتي تمكنهم من التعامل مع حالات وإجراءات إنقاذ المصابين والمتضررين من الكوارث, ويتوفر لدى الفريق ميادين استضافت تمرين التصنيف الذي خاضه فريق البحث في شهر مايو (أيار) 2013م.
3. الوحدة الطبية: وتكمل هذه الوحدة عمل وحدة الإنقاذ بتقديم الرعاية الصحية والطبية المناسبة للمصابين والذين تم إخراجهم بواسطة وحدة الإنقاذ وتتكون هذه الوحدة من ستة أطباء و إحدى عشر مسعفاً.
4. وحدة الدعم اللوجستي: وهي وحدة تعنى بدعم الفريق وتزويده لوجستيا من حيث الأرزاق والإعاشة ونقل المعدات والأفراد والخدمات الإدارية اللازمة لإدامة عمليات الفريق.
5. وحدة الإدارة: وهي الوحدة التي تكون قلب الفريق وتقوم بإدارة الفريق بوحداته الخمس وقيادة العمليات ويرئسها قائد الفريق الذي بدوره أيضا يكون قائداً للوحدة, ويتمثل عملها بإدارة الفريق وربطه مع السلطات المحلية للبلد المنكوب بواسطة ضباط الارتباط والإعلام والاتصالات وإدارة عمليات الفريق والحفاظ على سلامة أفراده بواسطة قائد العمليات وضباط الأمن والسلامة وضابط التخطيط.
التصنـــيــــــف الـــــدولي الثقيــــــل:
قام فريق البحث والإنقاذ الأردني في شهر مايو/أيار عام 2013م بخوض تمرين التصنيف الثقيل للهيئة الدولية الاستشارية لفرق البحث والإنقاذ INSARAG ونجح في الحصول على الشارة الدولية كفريق بحث وإنقاذ ثقيل, كان هذا النجاح بالنسبة للفريق الأردني الحديث دلالة واضحة على نضوج الفريق في مجال البحث والإنقاذ عالميا حيث اثبت أعضاء الفريق الأردني مهنيتهم وكفاءتهم التدريبية وقدرتهم على التفاعل مع العمليات بنجاح في البيئة الدولية وحسب المواصفات العالمية.
وكان للتعاون مع الأصدقاء السويسريين ممثلين بالوكالة السويسرية في عمان الأثر الكبير في إنجاح هذا التصنيف وقد أبدى فريق البحث والإنقاذ السويسري والذي كان يعمل ولمدة تزيد عن سبع سنوات مع فريق البحث والإنقاذ الأردني إعجابه وتقديره للفريق الأردني. وأشاد الخبراء السويسريين بنوعية المنقذ الأردني كمتدربين قادريين على تطوير أنفسهم وعلى إفادة الآخرين من خبراتهم في مجال البحث والإنقاذ الدولي.
أهــــــداف الفـــــــريق :
يعتبر فريق البحث والإنقاذ الأردني من الفرق القليلة في المنطقة والمتميزة في هذا المجال وقد جاء تكوين هذا الفريق بلورة للتوجيهات الملكية السامية بضرورة رفع سوية الخدمات المقدمة للمواطنين, وحرصاً ومن المديرية العامة للدفاع المدني ممثلةً بعطوفة مديرها العام على توفير كل ما من شأنه الارتقاء بهذه الخدمة، فإن الدفاع المدني يعمل على إدامة تدريب فريق البحث والإنقاذ وإطلاعهم على كل ما هو جديد في مجال البحث والإنقاذ باعتبارهم الركيزة الأولى والأساسية في النهوض بمستوى هذه الخدمة وشراء كل ماهو جديد من المعدات للوصول للغاية الأسمى لعمل الفريق وهي إنقاذ الروح الإنسانية الغالية تجسيداً لمقولة الراحل المغفور له بإذن الله الحسين: (الإنسان أغلى مانملك).
وتتلخص أهداف فريق البحث والإنقاذ الدولي المستقبلية بـ :
1. القيام بخدمة البحث والإنقاذ داخل وخارج المملكة إذا دعت الضرورة لاسمح الله.
2. المشاركة بالواجبات الرسمية والمعارض الدولية والمحلية الخاصة بموضوع البحث والإنقاذ.
3. تكوين الفريق الرديف الذي سيكون فريق بديل للفريق المصنف العامل في قيادة فريق البحث والإنقاذ في حالة غياب الفريق و سفره إلى الخارج أو في حال غياب احد أعضاء الفريق لتتوفر عملية الإحلال من خلاله.
4. التواصل مع ألINSARAG الهيئة الدولية الاستشارية لفرق البحث والإنقاذ والعمل معها للوصول إلى تطوير هذا المجال من خلال تعديل منهجية هذه الهيئة بالطرق الدولية المعمول فيها و تحت مظلة الأمم المتحدة.
5. ترجمة المناهج والوثائق والملاحق الهامة في مجال البحث والإنقاذ ونشرها عن طريق الموقع الالكتروني.
6. مساعدة الفرق الشقيقة والصديقة في تطوير خدمتها محليا وعالميا في مجال البحث والإنقاذ وذلك من خلال تقديم النصح والمشورة والمساعدة التدريبية اللازمة وكل ذلك حسب ما ترتئيه الهيئة الدولة الاستشارية التي تمثل الجهة الدولية الأكثر قبولا عالميا ودوليا في هذا المجال كونها تعمل تحت مظلة الأمم المتحدة.
7. العمل مع الفرق الصديقة والشقيقة على تبادل الخبرات في مجالات كلاب البحث وعلم البحث والإنقاذ بشكل عام كما حصل عندما استضافت ميادين المدينة التدريبية الأشقاء الإماراتيين من فريق البحث والإنقاذ الإماراتي في شهر تشرين أول من العام 2014م في تمرينهم التجريبي الذي يسبق تمرينهم الذي سيعقد في دولة الإمارات العربية المتحدة ليجتازوا وبعون الله التصنيف الثقيل الدولي.
8. تطوير الفريق من حيث شراء كل ما هو جديد من معدات متطورة والاتجاه نحو التخصصية في تدريب أعضاءه.